الراي نيوز - ربيع العدوان


يواصل الموقف الاردني لعب دور الضاغط على الكيان الصهيونى في لعبة السياسة على المستوى العالمي وكان ذلك واضحاً وجلياً من ردود الأفعال الصهيونية خاصة بعد تحريك الماكنة الإعلامية والذباب الالكتروني بشكل مكثف في الايام الاخيرة، وليتخذ الاجراءات والقرارات المناسبة حسب الحدث.

الضربة القاسية التي وجهها الاردن من خلال وقف مباحثات إتفاقية الطاقة مقابل المياه والتي جاءت استكمالاً لقرارات اردنية تمثلت بسحب السفير الاردني من تل ابيب ورفض عودة سفير الكيان، والدور الفاعل للحشد المضاد للرواية الاسرائيلية في أوروبا والإقليم، تضع الاحتلال في عزلة وكشفت الكثير من الكذب الاسرائيلي.

حاول الاحتلال الضغط بالتجرؤ على محيط المستشفى الميداني الاردني الا أن الرد كان في العمق، وكان واضحاً في تصريحات رئيس الوزراء السابق للكيان نيفتالي بنت المطرود بعد تجرع مرارة المقاومة، والذي أرادت حكومته هندسة إتفاقية الطاقة مقابل المياه، والذي بدى "محروقاً" من تصريحات وزير الخارجية، وحاول دك الأسافين كما فعلت حكومته من خلال بث رسائل التشكيك بالموقف الاردني ونشر الإشاعات المتكررة لاثارة الفتنة. 

يقف الاردن باعتباره المتنفس الوحيد للأشقاء الفلسطينيين من الحد الشرقي على مسؤولياته تجاه ضمان سلاسة حركة الأشقاء وفتح أبواب العالم من خلال هذا المنفذ، ولا يمكن أن يستغني عن هذه المسؤولية والواجب تجاه الأشقاء وهو ما يغيظ الكيان والمتصهينيين والمشككين الساعين لضرب حالة التوافق والتناغم الشعبي الحكومي خلف القيادة الهاشمية التي مثلت ذلك الموقف منذ اليوم الأول.

واستمر الموقف الاردني بالانزعاج نحو الأشقاء في غزة مع التأكيد على إصراره بتقديم الخدمات الصحية من خلال المستشفى الميداني في غزة وحتى في جنين والآن نابلس، إضافة للرسائل الحازمة بما يخص حق تقرير مستقبل الشعب الفلسطيني الذي لا يملك سواه ذلك، كما أن تصريحات وزير الخارجية حول "حماس الفكرة" وأن ما حدث في 7 أكتوبر هو ردة فعل ونتاج طبيعي لتصرفات الاحتلال وطغيانه على مدى 75 عام.

رغم ذلك يبقى الاردن على موقفه صامداً رافضاً للتنازل، متصدياً لكل محاولات اثارة الاكاذيب الصهيونية، تكراراً لمساعيه التي أفشلت سابقاً صفقة القرن ومحاولات التهجير التي رسمتها دولة الاحتلال هدفاً استراتيجياً سابقاً، والذي يرى فيه الاردن إعلان حرب وكان هو الموقف الأكثر جرأة وقوة والتحذير ليقف الاحتلال عند حده، لذا لا بد من دعم كل تلك المواقف بالاستمرار في الحفاظ على التناغم، وليبقى شوكة في حلق الاحتلال .